أعراض سرطان المريء
سرطان المريء هو نوع من السرطانات التي تبدأ في الخلايا المبطنة للمريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. يعتبر هذا النوع من السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العديد من البلدان، ويعاني منه بشكل رئيسي كبار السن، خاصة الذين لديهم تاريخ مرضي في التدخين أو تعاطي الكحول. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أعراض سرطان المريء، مع التركيز على كيفية اكتشاف هذه الأعراض في مراحلها المبكرة، وكذلك العوامل التي قد تسهم في تطور المرض.
التعريف بسرطان المريء
قبل الخوض في تفاصيل الأعراض، من المهم أن نفهم سرطان المريء بشكل عام. المريء هو جزء طويل ورفيع من الجهاز الهضمي الذي يمتد من الحلق إلى المعدة. سرطان المريء يمكن أن ينشأ في أي جزء من هذا الأنبوب، وعادة ما يتطور من خلايا الغشاء المخاطي التي تبطن المريء. يوجد نوعان رئيسيان من سرطان المريء:
-
سرطان المريء الحرشفي: هذا النوع ينشأ في الخلايا المسطحة التي تبطن المريء. يرتبط هذا النوع بشكل رئيسي بالتدخين والكحول.
-
سرطان المريء الغدي: يحدث في الجزء السفلي من المريء، وعادة ما يتطور بسبب التهاب المريء المزمن الناتج عن ارتجاع الحمض (GERD).
غالبًا ما تظهر الأعراض في مراحل متقدمة من المرض، مما يجعل تشخيصه في مرحلة مبكرة أمرًا صعبًا.
أعراض سرطان المريء
أعراض سرطان المريء متنوعة وتعتمد على موقع الورم وحجمه ودرجة انتشاره. ومع ذلك، فإن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي يمكن أن تكون مؤشرات محتملة لهذا المرض. من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض قد تتداخل مع حالات صحية أخرى، لذلك لا يجب التشخيص بناءً على الأعراض فقط، بل ينبغي إجراء فحوصات طبية دقيقة.
1. صعوبة في البلع (عسر البلع)
تعد صعوبة البلع من الأعراض المبكرة الأكثر شيوعًا لسرطان المريء. قد يشعر المريض بأن الطعام يعلق في المريء أو يصعب ابتلاعه. هذه الصعوبة قد تبدأ تدريجيًا، حيث يشعر المريض بصعوبة في ابتلاع الأطعمة الصلبة، ثم تتطور لتشمل السوائل أيضًا مع تقدم المرض. في بعض الحالات، يمكن أن يسبب الورم انسدادًا جزئيًا في المريء، مما يجعل البلع أكثر صعوبة.
2. فقدان الوزن غير المبرر
يشكو العديد من مرضى سرطان المريء من فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر. يحدث هذا بسبب صعوبة تناول الطعام بشكل كافٍ نتيجة للألم أو صعوبة البلع. قد يكون فقدان الوزن أيضًا نتيجة لانخفاض الشهية بسبب الشعور بالتعب المستمر أو بسبب تأثير السرطان على استقلاب الجسم.
3. ألم أو انزعاج في الصدر
قد يعاني مرضى سرطان المريء من ألم في الصدر، وهو من الأعراض التي قد تتطور مع تقدم المرض. الألم قد يكون حادًا أو محروقًا ويشعر به المريض في منطقة الصدر أو خلف عظمة الصدر. يمكن أن يتفاقم هذا الألم بعد تناول الطعام أو أثناء البلع. في حالات أخرى، قد يعاني المرضى من شعور بالضغط أو امتلاء في الصدر.
4. التهاب الحلق أو بحة في الصوت
سرطان المريء قد يؤدي إلى التهاب الحلق أو بحة في الصوت، خاصة إذا كان الورم قد انتشر إلى الحنجرة أو الحبال الصوتية. قد يشعر المريض بأن هناك شيئًا عالقًا في حلقه أو يعاني من بحة مستمرة في الصوت دون سبب واضح.
5. السعال المزمن أو التنفس الصعب
مع تقدم سرطان المريء، قد يؤدي الورم إلى انسداد الممرات التنفسية أو ضغطه على الشعب الهوائية. هذا قد يسبب سعالًا مستمرًا أو صعوبة في التنفس، خاصة عند الاستلقاء أو أثناء ممارسة الأنشطة البدنية. قد يكون السعال مصحوبًا أحيانًا بالدم، وهو ما يعكس انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة.
6. التقيؤ أو القيء الدموي
في مراحل متقدمة من سرطان المريء، قد يعاني المريض من التقيؤ، وأحيانًا يكون هذا التقيؤ مصحوبًا بالدم. الدم في القيء يمكن أن يكون نتيجة نزيف من الورم الموجود في المريء، وهو علامة على أن المرض قد انتشر إلى الأنسجة المحيطة.
7. الإحساس بالشبع المبكر
قد يشعر مرضى سرطان المريء بالشبع بسرعة حتى عند تناول كميات صغيرة من الطعام. هذا قد يكون نتيجة لضغط الورم على المعدة أو تداخل الأطعمة داخل المريء. كما قد يشعر المريض بالغثيان أو التقيؤ بعد تناول الطعام.
8. الحمض المعدي أو الارتجاع المريئي
يشير الأطباء إلى أن ارتجاع الحمض بشكل مزمن يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء، خاصة النوع الغدي. يعاني بعض المرضى من حرقة المعدة أو شعور بالحرقة في الحلق، وقد يصبح هذا الإحساس أكثر شدة مع تقدم السرطان.
9. انتفاخ البطن أو الشعور بالامتلاء
مع تطور المرض، قد يبدأ بعض المرضى بالشعور بانتفاخ في البطن أو امتلاء غير طبيعي بعد تناول الطعام. يمكن أن يحدث ذلك بسبب عدم قدرة المريء على نقل الطعام بشكل فعال إلى المعدة، مما يؤدي إلى تراكم الطعام في المريء وبالتالي الشعور بالثقل.
تشخيص سرطان المريء
بما أن الأعراض قد تتشابه مع حالات أخرى مثل القرحة الهضمية أو التهاب المريء، فإنه من المهم أن يتم تشخيص سرطان المريء من خلال الفحوصات الطبية الدقيقة. تشمل هذه الفحوصات:
-
المنظار العلوي (EGD): يستخدم الأطباء المنظار لفحص المريء مباشرة والتحقق من وجود أي أورام أو تشوهات.
-
الأشعة السينية باستخدام الباريوم: تساعد في رؤية المريء بوضوح وتكشف عن أي انسدادات أو تغيرات غير طبيعية.
-
الخزعة: قد يتم أخذ عينة صغيرة من الأنسجة للتحليل المخبري وتحديد ما إذا كانت خلايا سرطانية.
-
الفحص بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: يستخدم لتحديد مدى انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة.
العوامل المؤثرة في الإصابة بسرطان المريء
بينما يمكن أن يصيب سرطان المريء أي شخص، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، مثل:
-
التدخين: يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المريء، خاصة السرطان الحرشفي.
-
استهلاك الكحول بشكل مفرط: الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء ويؤدي إلى تدهور الأنسجة المبطنة للمريء.
-
ارتجاع الحمض المزمن: الارتجاع المعدي المريئي (GERD) قد يؤدي إلى تهيج المريء وتطور التغيرات السرطانية.
-
التاريخ العائلي: قد يزيد وجود تاريخ عائلي من السرطان من احتمالية الإصابة بسرطان المريء.
-
السمنة: الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم خطر أكبر للإصابة بسرطان المريء، خاصة السرطان الغدي.
الوقاية والعلاج
على الرغم من أن سرطان المريء غالبًا ما يُكتشف في مراحل متأخرة، إلا أن هناك بعض التدابير التي يمكن أن تساعد في الوقاية منه. يشمل ذلك اتباع نظام غذائي صحي، الامتناع عن التدخين، التقليل من تناول الكحول، ومعالجة الحالات المزمنة مثل ارتجاع الحمض.
تشمل خيارات العلاج:
-
الجراحة: قد يتطلب سرطان المريء الجراحة لإزالة الجزء المتأثر من المريء.
-
العلاج الكيميائي: يستخدم لتقليص الورم أو القضاء على الخلايا السرطانية المنتشرة.
-
العلاج الإشعاعي: قد يُستخدم لتقليص الورم أو لتخفيف الأعراض في مراحل متقدمة.
الخاتمة
سرطان المريء هو مرض خطير قد لا تظهر أعراضه بوضوح في مراحله الأولى، مما يجعل من الضروري أن يكون المرضى على دراية بالأعراض المحتملة والتوجه إلى الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض. الكشف المبكر عن سرطان المريء يمكن أن يساهم في زيادة فرص العلاج والشفاء، مما يجعل الفحص المنتظم والتوعية حول هذا المرض أمورًا أساسية في الحد من تأثيراته.
